بين الصدق والقبول

ليس من السهل أن يكتب الأديب من قلبه، ثم تبلغ كلماته قلوب الناس. فالكلمة الصادقة تولد وحيدة، لا تطلب تصفيقًا، ولا تهتم بمقاييس السوق. لكنها، إن كُتبت بصدق نقيّ، وبأسلوب يمسّ الإنسان في جوهره، لا في انتمائه، فإنها تشقّ طريقها بهدوء، حتى تجد من يُنصت لها.

فليس السرّ في أن يتنازل الكاتب عن العمق، بل في أن يقدّم هذا العمق في أبسط صورة، نابعة من أصالته. فالأدب الرفيع لا يعلو صوته، بل يهمس. وحين يهمس بصدق، يُصغي إليه السامعون… حتى وإن تأخر إدراكهم.

الأديب الصادق لا يجامل على حساب ما يؤمن به، لكنه لا يعادي جمهوره. إنه يُحب الناس، ومن أحبهم حقًا، خاطبهم بما يفهمون… دون أن يخون ذاته

a person standing on a hill
a person standing on a hill